الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية
عملية دعامة القضيب

يُمثِّل كلٌّ من التهاب البربخ، ودوالي الخصية دائين مختلفين يُصيبان الجهاز التناسلي للذكور، ونظرًا لالتصاق البربخ بالخصية؛ قد يشتبه على البعض هذان الدائان، ولذا نُبيِّن لكم فيما يلي أبرز جوانب الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، من حيث الأسباب، والأعراض، وطُرُق العلاج، ونحو ذلك.

أولًا: الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث الأسباب

أوّلُ ما نبدأ به حديثنا عن الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية؛ بيان أسباب حدوث كُلٍّ منهما بالتفصيل، كما يلي:

أسباب التهاب البربخ

يحدث التهاب البربخ غالبًا نتيجة انتشار العدوى، والتي يُمكن أن تكون:

  • العدوى المنقولة جنسيًّا: مثل السيلان، أو الكلاميديا، وذلك النوع من العدوى هو أكثر أسباب التهاب البربخ.
  • عدوى الجهاز البولي: يُمكن أن تنتقل العدوى من الجهاز البولي إلى البربخ، مسبّبةً التهاب البربخ، وقد تنشأ عدوى الجهاز البولي بسبب:
  • تضخم البروستاتا، وضغطها على المثانة البولية.
  • إجراء عملية جراحية في الجهاز البولي.
  • استعمال القسطرة البولية.
  • أسباب أُخرى:
  • السُّل.
  • داء بهجت.
  • إصابة في الأُربية.
  • الجرعات الزائدة من دواء أميودارون.
  • اختلالات تشريحية في الجهاز البولي.

أسباب دوالي الخصية

ليس هناك – حتى الآن – سببٌ مؤكَّد لحدوث دوالي الخصية، ويُمكن اعتبار ذلك من الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية في الأسباب، ولكنّ العديد من الأبحاث الطبية مؤخّرًا قد أشارت إلى أن دوالي الخصية قد تنشأ نتيجة أيٍّ مما يلي:

أولًا: متلازمة كسارة البندق

ينحصر الوريد المنوي بين الأورطى، والشريان المساريقي العُلوي، ويُعيِق ارتفاع ضغط الدم فيهما من مرور الدم عبر الوريد المنوي، عائدًا إلى الأوردة الكُبرى، وبالتالي يتجمّع الدم في الوريد المنوي، ومع الوقت يُسبب لك دوالي الخصية.

ثانيًا: خلل في صمامات الوريد المنوي

تعمل الصمامات داخل الأوردة على إبقاء مسار الدم موحّدًا، وتمنع ارتداده إلى الجهة العَكْسيّة، فعند حدوث خلل في أداء تِلك الصمامات – لأيِّ سببٍ كان – يرتجِع الدّم في الوريد المنوي ثانيةً، مسببًا تجمُّع من الدم، هو المشار إليه بدوالي الخصية.

ثالثًا: تشريح الوريد المنوي الأيسر

يزداد طول الوريد المنوي الأيسر عن نظيره الأيمن بمقدار 8-10 سم، كما تختلف زاوية التقائه بالوريد الكلوي الأيسر، عن زاوية التقاء نظيره الأيمن بالوريد الأجوف السفلي، إذ إنّ زاوية التحام الوريد المنوي الأيسر بالوريد الكلوي تكون عموديّةً على خلاف الوضع في الجِهة اليُمنى.

إذ يعتقد الباحثون أن فارق الطول بين الوريد المنوي الأيسر، ونظيره الأيمن، جنبًا إلى جنب مع اختلاف زاوية التقاء كُلٍّ منهما مع الوريد الذي يصبُّ فيه؛ يُعزز من احتمالية التعرُّض لدوالي الخصية اليُسرى، وهو أمرٌ مثبتٌ بالفعل؛ إذ تظهر أكثر من 80% من حالات دوالي الخصية في الناحية اليُسرى.

يتضح مما سبق – عزيزي القارئ – أن الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، من ناحية الأسباب؛ يكمُن في أن التهاب البربخ ينتج غالبًا عن بعض أنواع العدوى، في حين تنتج دوالي الخصية عن مشكلات في تدفُّق الدم عبر الوريد المنوي.

ثانيًا: الفرق من حيث الأعراض

يشمل الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث الأعراض ما يلي:

أعراض التهاب البربخ

تتمثَّل الأعراض الرئيسية لالتهاب البربخ في الألم في إحدى الخصيتين أو كِلتيهِما، بالإضافة إلى احمرار كيس الصفن موضِع البربخ، ودِفء وتورُّم الجلد فوق البربخ، فقد تظهر أيضًا بعض الأعراض الأُخرى مثل:

  • القشعريرة.
  • ثِقل الخصية.
  • تورُّم الخصيتين.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تكرار الرغبة في التبول.
  • ألم في البطن أو الحوض.
  • ألم أثناء القذف أو الجماع.
  • شعور بالحُرقة أثناء التبول.
  • ظهور دم في البول أو السائل المنوي.
  • إفرازات غير طبيعية من مجرى البول.

وتتفاوت أعراض التهاب البربخ تبعًا لسبب حدوثه، وطبيعة العدوى التي تعرَض لها المريض، وحالته الصحية العامة، بجانب رد الفعل المناعي تجاه العدوى.

أعراض دوالي الخصية

عادةً لا تُظهِر دوالي الخصية أعراضًا تُذكر، إذ في كثيرٍ من الحالات يتعايش المريض مع دوالي الخصية دون معرفة إصابته بها، وهو أحد جوانب الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، كما ينجح أكثر من 80% من المصابين في الإنجاب، مع وجود الدوالي، ولكن يُمكن أن يشعر المريض – بالأخص عند تفاقم دوالي الخصية – بأيٍّ مما يلي:

  • تكوُّن ما يُشبه كيس من الديدان على الخصية المصابة.
  • كِبر حجم الخصية المصابة، مقارنةً بالخصية السليمة.
  • ظهور كُتلة، غير مؤلمة عند اللمس، فوق الخصية.
  • ألم في الخصية المصابة، وفي كيس الصفن كذلك.
  • زيادة ألم الخصية مع المجهود، أو الحرارة العالية.
  • ملاحظة الألم مع الوقوف، وتلاشيه عند الاستلقاء.
  • نتائج غير مُرضِيَة لتحليل السائل المنوي.

من المهم للغاية أن نعرف الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، من جِهة أعراض كُلٍّ منهما، بما يُساعد في التشخيص السليم، ومِن ثم تحديد طرق العلاجة الملائمة، كما سيتضح.

ثالثُا: الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث طرق العلاج

يرجِع الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية، في طرق العلاج، إلى الأسباب المحتملة لحدوث كِليهما، وفيما يلي طرق علاجِهما بالتفصيل على حِدة: 

علاج التهاب البربخ

يعتمد علاج التهاب البربخ في كثيرٍ من حالاته على العلاج الدوائي؛ نظرًا لأن العدوى هي أبرز أسباب حدوثه، فعِندما يتأكد تشخيصك بعدوىً مُعيَّنةٍ؛ يُحدِّد الطبيب لك مضادًّا حيويًّا خاصًّا للقضاء على العدوى، ويجب الالتزام بالجُرعة العلاجية خلال مُدّة العلاج إلي نهايتها؛ لتجنُّب الانتكاس، ونشاط العدوى ثانيةً.

كما ينصحُك الطبيب أيضًا بتناول أصناف مُعيّنة من مضادات الالتهاب، ومسكنات الألم؛ للحدِّ من أعراض التهاب البربخ، بجانب بعض التوصيات الطبية مثل:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، مُستلقيًّا، مع رفع كيس الصفن.
  • عمل كمادات باردة على موضع الالتهاب.
  • ارتداء دعامة لرفع كيس الصفن.

علاج دوالي الخصية

يضمن الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية أن دوالي الخصية ليس لها علاج دوائي، على عكس التهاب البربخ، وإنما تُعالج دوالي الخصية وِفق درجتها؛ فالحالات البسيطة، التي لا تُصحَب بأعراضٍ تُذكر؛ يكتفي الطبيب بتوجيه بعض النصائح للمريض؛ لتجنُّب تفاقم الدوالي، بجانب تناول مسكنات الألم حال الحاجة إليها.

أمَّا الحالات التي يثبت فيها تأثيرٌ سلبيٌّ لدوالي الخصية على الخصوبة، بالقدر الذي يُعيق الحمل؛ فإنَّنا نلجأ عندئذٍ إلى عملية دوالي الخصية، التي تُعيد نشاط الخصية مرة أُخرى لوضعها الطبيعي.

رابعًا: تأثير كل منهما في الحياة اليومية

يُعد الأثر الواقع على الحياة اليومية، أحد أهم نقاط الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية؛ إذ يتّضح من أعراض كُلٍّ منهما، أنّ لِالتهاب البربخ آثارًا أكثر إزعاجًا على الحياة اليومية للفرد؛ مُتمثِّلةً في الألم، والحُمّى، والألم أثناء الجِماع، إلى غير ذلك مما يستدعي علاج التهاب البربخ سريعًا.

في حين لا تؤثِّر دوالي الخصية – في غالب أحوالها – على طبيعة الحياة اليوميّة للفرد، إلا عِند تفاقمها؛ فيشعر المريض عِندئذٍ بآلام مستمرة في الخصية، تزداد مع الوقوف أو بذل المجهود، مما يُعيق بعض أنشطته اليومية، وقد يؤثر تفاقمها على خصوبته أيضًا، ولكن ذلك قليل الحدوث بين مرضى الدوالي.

خامسًا: الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية من حيث المضاعفات

تتمثَّل أبرز مضاعفات التهاب البربخ في:

  • خُراج في كيس الصفن.
  • تلف أنسجة الخصية.
  • العُقم.

في حين قد تُسبب دوالي الخصية، عند تفاقمها، أيًّا مما يلي:

  • نقص عدد، وانخفاض جودة الحيوانات المنوية.
  • انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
  • ضمور الخصية المصابة.
  • العُقم.

متى تذهب إلى الطبيب؟

ينبغي الذهاب للطبيب عِند ملاحظة أيٍّ مما يلي:

  • كُتلة غير طبيعية على الخصية.
  • ألم في الخصية، وكيس الصفن.
  • احمرار كيس الصفن، وتورُّمه.
  • خروج إفرازات من قناة مجرى البول.
  • ظهور دم في البول أو السائل المنوي.
  • تأخُّر الإنجاب دون سببٍ واضح.

طرق الوقاية من التهاب البربخ ودوالي الخصية

يُمكن الوقاية من التهاب البربخ، باتباع النصائح الآتية:

  • الاهتمام بالتعقيم قبل العمليات الجراحية.
  • الحفاظ على الجهاز البولي من العدوى.
  • تجنُّب العدوى المنقولة جنسيًّا.

أمَّا بالنسبة لدوالي الخصية؛ فإنّ الوقاية منها أمرٌ غير معلوم السبيل حتى الآن، وإن كان بعض الخبراء ينصحون بتعزيز صحة الأوعية الدموية، بتناول الأطعمة الصحية، ومضادات الأكسدة، وتجنُّب التدخين، والأطعمة الغنية بالدهون، مع التخلُّص من الوزن الزائد، ويُمكن أن نَعُد ذلك من نقاط الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية.

للمزيد من
المقالات