هل دوالي الخصية خطيرة
عملية دعامة القضيب

تُعدُّ دوالي الخصية أحد أكثر أمراض الذكورة شيوعًا، إذ يتعرّض لها ما يربو عن 15% من الرجال، على مستوى العالم، ويختلف تأثير دوالي الخصية على خصوبة الرجل، وقُدرتِه الإنجابية، وِفق درجة الدوالي لدى المريض، وفي مقالنا الآتي؛ نوضِّح لكم هل دوالي الخصية خطيرة أم لا، ومدى أثرها على الخصوبة، ونعرِف أيضًا هل عملية دوالي الخصية تسبب العقم أم لا؟

هل دوالي الخصية تؤثر على قوة القذف؟

تمثِّل قوة القذف أمرًا هامًّا لدى كثيرٍ من الرجال، ولذا تتضمّن معرفة هل دوالي الخصية خطيرة أم لا، بيان تأثيرها على قوّة القذف أثناء الجِماع، ففي معظم الحالات، ليس هناك تأثيرٌ مباشرٌ لدوالي الخصية على قوّة القذف، أو حجم السائل المنوي، ولكنّ بعض المرضى قد يُعانون – كأحد مضاعفات دوالي الخصية – من نقص الحيوانات المنوية من السائل المنوي، والذي يُسبب انخفاض حجم السائل المنوي وقد يؤثر ايضا ضعف قوة القذف على الحمل.

كذلك يؤدي انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون إلى الحدِّ من نشاط غُدّة البروستاتا، والحويصلات المنوية، ما يُقلل بالتبعيّة من حجم السائل المنوي، وقوّة القذف.

هل دوالي الخصية تسبب العقم؟

بصدد بيان هل دوالي الخصية خطيرة أم لا، نوضِّح لكم حقيقة العلاقة بين دوالي الخصية، والعُقم لدى الرجال، فعادةً، لا تُسبب دوالي الخصية العُقم، إذ أفادت عِدّة تقارير طبية أنّ أكثر من 80% من مصابي دوالي الخصية؛ لا يُعانون أيّ مشكلة في الإنجاب طبيعيًّا.

في حين قد تُصاب قِلّةٌ من المرضى بالعُقم كأثرٍ ثانويٍّ لدوالي الخصية، وذلك عِند تفاقم الدوالي، وكِبر حجمها، بما يرجِّح تشخيص المريض بدوالي الخصية من الدرجة الثالثة، وتنتج أغلب حالات العقم المصاحب للدوالي عن العادات غير الصحية التي من شأنها زيادة حجم الدوالي، أو عدم تشخيص الدوالي مبكِّرًا بالقدْر الكافي.

لكنّ ذلك ليس نهاية المطاف؛ إذ يُمكن التغلُّب على العقم الناتج عن دوالي الخصية؛ بإجراء عملية الدوالي لدى طبيبٍ محترف؛ لاستعادة القدرة الإنجابية مرةً أُخرى.

هل دوالي الخصية خطيرة؟

عادةً ما تكون دوالي الخصية غير مؤثِّرة، وليست ذات خطورةٍ تُذكر؛ ففي كثيرٍ من الحالات لا يشعر المرضى بأيِّ أعراض غريبة، وخصوصًا في المراحل الأوليّة لها، ولكن عِند تفاقم دوالي الخصية، وكِبر حجمها؛ قد تحمل بعض المخاطر على خصوبة الرجل، وقُدرته الإنجابية، وفيما يلي نتعرّف على بعض الآثار المحتملة لدوالي الخصية، بما يوضح لكم هل دوالي الخصية خطيرة حقًا أم لا.

أولًا: ارتفاع درجة حرارة الخصية

يتطلّب إنتاج الحيوانات المنوية بالجودة والعدد الكافِيَين لإخصاب البويضة؛ أن تبقى درجة الحرارة داخل كيس الصفن، حيث تتواجد الخصيتان، أقل من درجة حرارة الجسم بثلاث درجاتٍ مئويّةٍ تقريبًا.

وعِند الإصابة بدوالي الخصية؛ يؤدي تجمُّع الدم في الأوردة المنوية إلى رفع درجة حرارة الخصية عن القدْر المناسب لها، مما يؤثِّر على تصنيع الحيوانات المنوية، وربما أيضًا إفراز هرمون التستوستيرون.

ثانيًا: نقص عدد الحيوانات المنوية

يحدُّ وجود دوالي الخصية من قُدرة الخصية على تصنيع الحيوانات المنوية بالمعدّل الطبيعي لها، ولكن ليس لذلك أثرٌ – غالبًا – على الخصوبة لدى الرجل، ولكن مع الدرجات المتقدِّمة لدوالي الخصية، أو عند إهمال علاجها تحت الإشراف الطبي؛ قد ينخفض عددُ الحيوانات المنوية إلى قدرٍ يصعب معه حدوث حمل طبيعي.

ثالثًا: انخفاض مستوى هرمون الذكورة

تشير الدراسات الطبية الحديثة، المختصّة ببيان هل دوالي الخصية خطيرة أم لا، إلى وجود تأثير مباشر لدوالي الخصية – مع مرور الوقت – على إفراز هرمون التستوستيرون من خلايا لايديغ، إذ يقل إفرازه لدى كثيرٍ من المرضى، مع ملاحظة زيادة في مستوى الهرمون المنشِّط للحوصلة (FSH).

ونظرًا لأنّ هرمون التستوستيرون أساسيٌّ في أداء كثيرٍ من الوظائف الحيوية لدى الرجال؛ فيُمكن أن يؤدي نقصه المزمن إلى عددٍ من المشكلات الصحية، بدايةً باضطرابات النوم، والإجهاد، وصولًا إلى انخفاض الرغبة الجنسية، والعجز الجنسي.

رابعًا: تكسر المادة الوراثية للحيوانات المنوية

في إطار جوابنا عن هل دوالي الخصية خطيرة، لا يفوتنا ذِكر أثر دوالي الخصية على المادة الوراثية للحيوانات المنوية، التي تحمل الصفات الوراثية الأبوية، إذ ينتج عن دوالي الخصية زيادة الجهد التأكسدي (Oxidative stress)، الذي بدوره يزيد من معدل تكسر المادة الوراثية عن الحد الطبيعي لها، ويُمكن لذلك أن يحُدَّ من فرص حدوث الحمل، أو اكتماله إن حَدث.

خامسًا: قلة جودة الحيوانات المنوية

تتضمّن المخاطر المحتملة لدوالي الخصية، عند تفاقمها، انخفاض جودة الحيوانات المنوية، ويعني ذلك ازدياد نسبة التشوهات في تركيب الحيوانات المنوية، وضعف القُدرة الحركيّة لها؛ مما يُقلِّل من فرص إخصاب البويضة.

سادسا: آلام الخصية

على الرغم من تعايش الكثيرين مع دوالي الخصية دون ملاحظة أي أعراضٍ لها، فإنّ بعض المرضى قد يشعرون بآلام متوسِّطة الحِدّة في كيس الصفن، والخصية، وعادةً ما يُمكن السيطرة على ذلك الألم بتناول مسكنات الألم، ولكن قد تحتاج فِئة يسيرة لإجراء عملية دوالي الخصية مع استمرار الألم، وازدياد حِدّتِه.

العوامل التي تحدد هل دوالي الخصية خطيرة أم لا

اتّضح إذًا أن دوالي الخصية ليست خطيرة في أغلب الحالات، وإنما يقتصر أثرها على الخصوبة لدى نسبة قليلة من المرضى، ويرجع تحديد هل دوالي الخصية خطيرة أم لا إلى عِدّة عوامل مختلفة، مِثل:

  • درجة دوالي الخصية، والأعراض المصاحبة لها.
  • الحالة الصحية العامة، التي تختلف من مريضٍ لآخر. 
  • رغبة المريض في الإنجاب مستقبلًا.
  • مدى تأثير دوالي الخصية على القدرة الإنجابية.

هل عملية دوالي الخصية تسبب العقم؟

ننتقل من حديثنا عن دوالي الخصية، وهل دوالي الخصية خطيرة، إلى بيان حقيقة ارتباط عملية دوالي الخصية بالعقم، كما تهدف عملية دوالي الخصية – في أحد دواعيها – إلى علاج العقم الناجم عن دوالي الخصية، وذلك عبر إزالتها، بما يُعيد قُدرة الخصية على أداء وظائفها كما ينبغي، ولكن هل عملية دوالي الخصية تسبب العقم؟

أثناء إجراء عملية الدوالي، يتم ربط الأوردة التالفة، المسببة لدوالي الخصية، وتتواجد تِلك الأوردة في الحبل المنوي، رِفقة أوعيةٍ أُخرى ذات أهميّة بالغة، مثل: 

  • الشريان المنوي المسئول عن تغذية الخصية، بما يسمح لها بالعمل.
  • الناقل المنوي، المسئول عن نقل الحيوانات المنوية من الخصية.

وقد يتعرّض أيٌّ من الوعائين السابقين للرّبط عن طريق الخطأ أثناء إجراء عملية الدوالي، مما يُسبب ضمور الخصية عند ربط الشريان المنوي أو انعدام الحيوانات المنوية الانسدادي عند ربط الناقل المنوي، وهما أحد أسباب العقم لدى الرجال.

علامات نجاح عملية دوالي الخصية

تظهر علامات نجاح عملية الدوالي في غضون 3-6 أشهر، وهي كما يلي:

  • اختفاء الألم المصاحب للدوالي.
  • تحسُّن نتائج تحاليل السائل المنوي.
  • انخفاض نسبة التشوهات في الحيوانات المنوية.
  • انخفاض معدل تكسر المادة الوراثية للحيوانات المنوية.

ما الفرق بين دوالي الخصية والتهاب البربخ

يكمن الفرق بين التهاب البربخ ودوالي الخصية في عدة نقاط اهمها الاسباب والاعراض وبالطبع طريقة العلاج وقد تتمثل ايضا في شكل المضاعفات كما مايلي:

مضاعفات التهاب البربخ:

  • خُراج في كيس الصفن.
  • تلف أنسجة الخصية.
  • العُقم.

دوالي الخصية

  • نقص عدد، وانخفاض جودة الحيوانات المنوية.
  • انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
  • ضمور الخصية المصابة.
  • العُقم.

نسبة نجاح عملية دوالي الخصية

تتنوع طرق إجراء عملية دوالي الخصية، ويحظى كلُّ إجراءٍ بنسب نجاحٍ مُختلفة، وفي المجمل، تتجاوز نسبة نجاح عملية دوالي الخصية 90%، ويلحظ كثيرٌ من المرضى تحسُّن الصحة الإنجابية بعد نجاح العملية، واستعادة نشاط الخصية الطبيعي.

نسبة عودة دوالي الخصية بعد العملية

تختلف نسبة عودة دوالي الخصية بعد العملية، باختلاف الطريقة التي تُجرى بها عملية الدوالي، ومدى الخبرة التي يتمتّع بها الطبيب في علاج الدوالي، وفي المجمل؛ تتراوح نسبة عودة دوالي الخصية بعد العملية ما بين 0.6-35%، وِفق العوامل المذكورة.

للمزيد من
المقالات