خطورة عملية دوالي الخصية وكيف تتجنبها؟
عملية دعامة القضيب

تكمن خطورة عملية دوالي الخصية في دقّة الأنسجة التي يتعامل معها الجرَّاح خلال العملية، والتي تتطلَّب انتباهًا كبيرًا، واستخدامًا لتقنيات دقيقة؛ لاستئصال دوالي الخصية دون مشكلاتٍ تُذكر، وفي ذلك السياق، فإنّ عملية دوالي الخصية لها عدّة طرقٍ، لا طريقةٍ واحدة، فإمّا الجراحة التقليدية، أو المنظار، أو استخدام المجهر الجراحي الدقيق، فأيُّهم أقل خطرًا على عملية دوالي الخصية؟

كيف يتم إجراء عملية دوالي الخصية؟

تتنوَّع سبل إجراء عملية دوالي الخصية بما يُناسِب كل مريضٍ حسب حالته، كما تختلف خطورة عملية دوالي الخصية تبعًا لطبيعة الإجراء كما يلي:

  1. الجراحة المفتوحة

تتضمَّن هذه العملية إجراء شقٍ جراحي في المنطقة الأُربية؛ إذ يستهدف الجرَّاح الأوردة المُسبِّبة لدوالي الخصية، رابطًا إياها.

  1. استئصال دوالي الخصية بالمنظار

تُعدّ الجراحة بالمنظار أقل خطورة من الجراحة المفتوحة، وفيها يصنع الجرَّاح شقوقًا جراحية عديدة صغيرة، في البطن؛ للسماح بدخول المنظار والأدوات الجراحية المطلوبة لأداء العملية، وربط الأوردة المُتضخِّمة.

  1. استئصال دوالي الخصية بالمجهر الجراحي

يُصنَع فيها ذات الشق الجراحي المُنشأ في الجراحة المفتوحة، لكن يستخدم الطبيب الميكروسكوب الجراحي؛ لتحديد أماكن الأوردة المُصابة وربطها، وهذه العملية أكثر توغلًا من نظائرها.

تساعد التقنيات الجراحية المجهرية في رصد الأوعية الدموية التفاغرية الصغيرة، كما تُوفِّر للطبيب فرصةً أفضل لرصد الشريان الخُصوي، وتجنُّب إصابته بأي ضررٍ خلال العملية.

من هم المرشحون لعملية دوالي الخصية؟

تُصِيب دوالي الخصية 15% من الرجال، وغالبًا ما تنشأ في فترة المراهقة، وتزول بمرور الوقت دون حاجةٍ إلى عملية أو إجراءٍ جراحي، لكن تتأكَّد الحاجة إلى عملية دوالي الخصية في الحالات الآتية:

  1. المعاناة من ألمٍ شديد بكيس الصفن؛ إذ لا تُسبِّب دوالي الخصية ألمًا شديدًا عادةً، وحال حدوثه، فالتدخل الجراحي قد يكون الخيار العلاجي المُناسِب.
  2. الرغبة في الإنجاب، فبعض المُصابين بدوالي الخصية يُعانُون صعوبة الإنجاب والعقم، كما قد يُؤدِّي إهمال دوالي الخصية أحيانًا، دون تلقِّي علاجٍ لها، إلى ضمور الخصية، وربَّما التلف الدائم لها.
  3. ظهور أعراض نقص التستوستيرون، مثل: اكتساب الوزن، أو ضعف الرغبة الجنسية، أو تراجع إنتاج السائل المنوي؛ نتيجة دوالي الخصية.
  4. بطء نمو الخصية لدى الطفل أو المراهق.
  5. بلوغ دوالي الخصية حجمًا كبيرًا، يُؤثِّر في المظهر الجمالي.
  6. بروز دوالي الخصيتين بما يُمكِن لمسهما، مع ضمور الخصية.
  7. نتائج تحليل السائل المنوي غير طبيعية، وهذا يُشِير إلى تأثير دوالي الخصية على الحيوانات المنوية، وربَّما معاناة الرجل من صعوبة الإنجاب.

ما هي خطوات عملية دوالي الخصية؟

تختلف خطوات عملية دوالي الخصية، حسب طبيعة الإجراء الجراحي، وكيفيته، فالتدخُّل الجراحي الأكثر شيوعًا هو استئصال دوالي الخصية بالجراحة المجهرية الأُربي وتحت الأُربي «inguinal and subinguinal microsurgical varicocelectomies».

ويسمح ذلك الإجراء بسحب الحبل المنوي لأعلى من خلال الجرح، ما يحمي الشريان الخُصوي، والأوعية الليمفاوية، والأوردة الصغيرة المُحِيطة بالشرايين.

تشمل خطوات عملية دوالي الخصية حسب وسائل التدخل الجراحي ما يلي:

1- الجراحة المفتوحة

يصنع الطبيب شقًا جراحيًا في أي من المواطن الآتية؛ لاستئصال دوالي الخصية:

  • المنطقة الأُربية: يفتح الطبيب طريقًا إلى دوالي الخصية عبر القناة الأُربية، وهي على مقربة من أدنى جزءٍ من البطن.
  • المنطقة تحت الأُربية: يصل الطبيب إلى دوالي الخصية كذلك من المنطقة الأربية، لكن أسفل الرباط الأُربي.
  • خلف الصِّفاق: يبلغ الطبيب دوالي الخصية من خلف الصِّفاق (غشاء التجويف البطني).

تزداد خطورة عملية دوالي الخصية حال إجرائها بالجراحة المفتوحة، مقارنةً بالمنظار، وأيًا كان نوع التدخل الجراحي، فإنّ هذه الخطورة تتراجع كثيرًا مع خبرة الجرَّاح.

2- الجراحة بالمنظار

بعد التخدير، تُجرَى عملية استئصال دوالي الخصية بالمنظار عبر الخطوات الآتية:

  • يصنع الطبيب شقوقًا جراحية عديدة، وصغيرة، في الجزء السفلي من البطن، وعبر أحد هذه الفتحات، يُدخِل المنظار؛ لرؤية ما بداخل الجسم.
  • تُملأُ البطن بغازٍ ما؛ لتوفير مساحةٍ أكبر لإجراء العملية، وكذلك الحصول على أوضح رؤيةٍ ممكنة.
  • يُدخِل الطبيب الأدوات الجراحية الدقيقة عبر الفتحات الأخرى في البطن، والتي تُستخدَم لربط الأوردة المُتضخِّمة في الخصية.
  • بعد استئصال دوالي الخصية، تُغلَق نهايات الأوردة بمشابك صغيرة، أو من خلال الكيّ.
  • يُخرِج الطبيب كافّة الأدوات الجراحية، ثُمّ تُغلَق الشقوق الجراحية بخياطةٍ أو تدبيس، والتي تزول بعد أسبوعٍ أو اثنين من إجراء العملية؛ إثر اكتمال التئام الجرح.

3- الجراحة المِجهرية

يستخدم الجرَّاحُ مجهرًا بقوة تكبيرٍ تبدأ من ×6 إلى ×25، ما يُعزِّز الرؤية، ويجعل العملية أدقّ، إضافةً إلى الحفاظ على الشرايين والأوعية الليمفاوية دون مساسٍ أو ضررٍ خلال الإجراء الجراحي.

تُستأصَل دوالي الخصية بالجراحة المجهرية أو الميكروسكوب الجراحي عبر المنطقة الأُربية أو تحت الأُربية؛ إذ يُساعِد ذلك في رفع الحبل المنوي، ورؤية مُكوِناته بوضوح، إضافةً إلى الوصول إلى الأوردة المنوية الخارجية، وإمكانية الحصول على عيِّنة من نسيج الخصية، أو فحصها بواسطة المجهر.

تتضمَّن خطوات عملية دوالي الخصية بالجراحة المجهرية ما يلي:

  • يصنع الطبيب شقًا جراحيًا يتراوح طوله بين 1.5 – 3 سم، حسب حجم الخصية، والمُخطَّط إجراؤه خلال العملية.
  • يفتح الطبيب اللفافة المنوية الداخلية والخارجية تحت تكبير بمقدار ×10 بواسطة المجهر الجراحي.
  • تُجرَى تشريحات مُكوِنات الحبل المنوي باستخدام حامل إبرة جراحية مجهرية غير مُقفَل، وملقط جراحي مجهري.
  • يفحص الجرَّاح الحبل المنوي باستخدام المجهر، بقوة تكبير ×25؛ للبحث عن النبضات المرئية.
  • يُستخدم البابافرين؛ لتوسيع الشرايين إلى أقصى حدٍ ممكن، والتعرُّف إليها كذلك، جنبًا إلى جنب مع استعمال دوبلر مجهري.
  • بعد رصد الشرايين وتحديدها، وفصلها عن الأنسجة المُحِيطة بها، تُطوَّق هذه الشرايين بحلقات أوعية دموية صغيرة، ففي نحو 50% من الحالات، قد يكون الشريان الخُصوي ملتصقًا بالسطح السُفلي لوريدٍ كبير.
  • تُجرَّد الأوردة من الأوعية الليمفاوية المرتبطة بها، ويُحافِظ الطبيب على الأوعية الليمفاوية والألياف المُشَمِّرية، والأسهر.
  • أمَّا لو صاحب الأسهر أوردة مُتضخِّمة أكبر من 3 مم، فقد يربطها الطبيب منعًا لعودة دوالي الخصية بعد العملية.
  • يُقصّ ما تبقى من الأوردة المنوية، أو يُربط، ويُقسَّم، مع الحفاظ على الأوعية اللميفاوية؛ لتقليل خطورة عملية دوالي الخصية.
  • تُغلَق الشقوق الجراحية بغرزٍ قابلة للذوبان بعد انتهاء عملية دوالي الخصية.

مدى خطورة عملية دوالي الخصية

لا يخلو إجراء جراحي من بعض المخاطر، كما لا يختلف أحدٌ على نجاح العمليات الجراحية في القضاء نهائيًا على كثيرٍ من الأمراض، وتكمن خطورة عملية دوالي الخصية في النقاط الآتية:

1- القيلة (امتلاء كيس الصفن بالماء)

  • تتجمَّع السوائل حول كيس الصفن في أعقاب عملية دوالي الخصية؛ نتيجة تأثُّر التدفُّق الليمفاوي خلال العملية.
  • قد يشعر المريض بضغطٍ أو ألمٍ في منطقة كيس الصفن.
  • ربَّما يصير حجم القيلة كبيرًا، لكنها نادرًا ما تنفجر.
  • تزداد خطورة عملية دوالي الخصية، وظهور القيلة حال الجراحة المفتوحة بنسبة 9%، وتقل فرص حدوثها مع التدخلات الجراحية الأخرى.
  • قد تحتاج القيلة إلى جراحةٍ إضافية في بعض الأحيان لإصلاحها.

2- إصابة شريان

  • تحمل الشرايين الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الأعضاء، بما في ذلك الخصية، وخلال العملية، فإنَّ الشرايين تكون قريبة من الأوردة، ومِنْ ثَمَّ فقد يُصابُ الشريان الخُصوي خلال العملية.
  • لأجل ذلك يفصل الطبيب الشريان عن الأنسجة المُجاورة له قبل استئصال دوالي الخصية، كما سبق توضحيه.
  • يُعدّ الشريان الخصوي أكثر الشرايين عُرضةً للإصابة خلال العملية، وتلك نقطة مهمة بشأن خطورة عملية دوالي الخصية.
  • قد تُؤدِّي إصابة أو ربط الشريان الخصوي إلى منع تدفُّق الدم إلى الخصية، ومِن ثمّ ضمور الخصية، وتراجع مستويات التستوستيرون، وضعف إنتاج الحيوانات المنوية.
  • يُصابُ ذلك الشريان بنسبةٍ تتراوح بين 12 – 24% حال استئصال دوالي الخصية بالجراحة المفتوحة.
  • أمَّا في الجراحة المجهرية، تصل نسبة إصابة الشرايين أقل من 1%؛ إذ تسمح برؤية الشرايين بدقة عالية، ومِنْ ثَمّ يتفادى الطبيب إصابتها.

3- مضاعفات أخرى

  • أيًا كان نوع التدخل الجراحي، فثمّة تخدير يتلقَّاه المريض قبل إجراء العملية؛ منعًا للشعور بأي ألمٍ.
  • تزداد فرص إصابة المريض بالارتباك والغثيان بعد العملية؛ نتيجة التخدير.
  • كذلك، ثمّة مخاطر أخرى تصحب أي عملية جراحية، مثل: النزيف، أو العدوى.

العوامل التي تحدد خطورة عملية دوالي الخصية

تتوقَّف خطورة عملية دوالي الخصية على بعض العوامل، مثل:

  1. خبرة الجرَّاح: كُلَّما ازدادت خبرة الجرَّاح المُرشَّح لإجراء العملية، تراجعت خطورة عملية دوالي الخصية كثيرًا؛ إذ يكون الطبيب مُؤهَّلًا بما يكفي للتعامل مع أي مشكلةٍ قد تطرأ خلال العملية، وكذلك يتمكَّن من تفادي إصابة الأنسجة السليمة خلال العملية.
  2. طبيعة الإجراء الجراحي: تتراجع وتيرة المضاعفات المُتوقَّعة حال استخدام المنظار، وتتراجع أكثر عند اللجوء للجراحة المجهرية، فهي تُوفِّر دقة عالية جدًا، تمنع من إصابة الشريان الخصوي، لكن ثمّة عوامل عديدة تُحدِّد الإجراء الجراحي المُناسِب للمريض، لا بمجرّد نسبة النجاح العالية، أو الدقة المرتفعة.
  3. نصائح ما قبل العملية: تقل خطورة العملية أيضًا مع التزام المريض تعليمات الطبيب قبل إجراء العملية، فهي ضرورية للوقاية من مضاعفاتها، والوصول إلى أعلى نسبة نجاحٍ ممكنة.
  4. دوالي الخصية: دوالي الخصية درجاتٌ، وكُلَّما ارتفعت درجتها، زادت خطورتها، وكذلك خطر عودتها، ومِنْ ثَمَّ فمرحلة دوالي الخصية حال التدخُّل الجراحي من العوامل التي تحدد خطورة عملية دوالي الخصية.

نصائح لتجنب خطورة عملية دوالي الخصية

ختامًا، ينبغي اختيار جرَّاح كفء لإجراء العملية؛ لتفادي خطورة عملية دوالي الخصية ما أمكن ذلك، واختيار التدخل الجراحي المناسب لحالة المريض بدقة، إضافةً إلى اتِّباع النصائح الآتية:

  1. اتِّباع تعليمات الطبيب قبل العملية، وإجراء الاختبارات والفحوصات المطلوبة؛ للتأكُّد من أهلية المريض لإجراء العملية بنجاح.
  2. التوقف عن تناول أدوية السيولة، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (المُسكِّنات) قبل العملية بعِدّة أيام؛ لتقليل خطر النزيف.
  3. إبقاء الجرح جافًا ونظيفًا بعد انتهاء العملية، وزيارة الطبيب فور ظهور أي دلالة على العدوى، مثل: الاحمرار، أو التورُّم، أو نزول إفراز، أو ارتفاع درجة الحرارة.
  4. تجنُّب الأنشطة البدنية الشاقة لمُدّة 2 – 3 أسابيع بعد عملية دوالي الخصية.
  5. وضع كيس من الثلج على كيس الصفن لمدة 10 دقائق على الأقل، عدة مرات كل يوم؛ لتخفيف التورُّم.
  6. تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بعد العملية.
  7. عدم الاستحمام، أو غمر كيس الصفن بالماء؛ إلَّا بعد غلق الشقوق الجراحية.
  8. التغلُّب على الإمساك، والذي قد يُسبِّب ضغطًا على الجرح، من خلال تناول الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالألياف، إضافةً إلى شرب كميات مناسبة من الماء باستمرار.

الخلاصة

تُجرَى عملية دوالي الخصية عبر الجراحة المفتوحة، أو المنظار، أو المجهر الجراحي، وتزداد خطورة عملية دوالي الخصية عند إجرائها بالجراحة المفتوحة، بينما تتراجع كثيرًا عند استخدام المجهر الجراحي.

ينبغي اختيار جرَّاح كفءٍ ذي خبرة كبيرة؛ لاختيار نوع التدخل الجراحي المناسب لكل مريض حسب حالته، والحد من مخاطر عملية دوالي الخصية ما أمكن ذلك.

المصادر

للمزيد من
المقالات