3 عوامل تحدد نسبة نجاح عملية دوالي الخصية
عملية دعامة القضيب

تتخطَّى نسبة نجاح عملية دوالي الخصية أكثر من 90%، لكن تتباين نتائجها في تحسين الخصوبة، والتغلب على الألم، تبعًا للتقنية العلاجية المُستخدَمة، كما تتأثَّر هذه النسبة أيضًا بخبرة الطبيب بكل تأكيد، وتُعدّ الجراحة الميكروسكوبية الأخف ضررًا بين التقنيات الجراحية المختلفة، فما هي أهم وسائل علاج دوالي الخصية؟

ما هي طرق علاج دوالي الخصية؟

تختلف نسبة نجاح عملية دوالي الخصية، تبعًا لخبرة الطبيب، وطريقة العلاج المُناسِبة للمريض؛ إذ تشمل طرق علاج دوالي الخصية ما يلي:

  1. الجراحة المفتوحة (التقليدية)

يصنع الطبيب شقًا جراحيًا في المنطقة الأُربية، أو الأقل شيوعًا من خلال البطن، أو الجزء العلوي من الفخذ؛ لربط الأوردة المُصابة والتغلُّب على دوالي الخصية.

ينبغي إجراء هذه العملية على يد طبيبٍ خبير؛ إذ بوسعه الحفاظ على الشرايين والأوعية الليمفاوية، ومِنْ ثَمّ خفض فرص الإصابة بالمضاعفات بعد استئصال دوالي الخصية بالجراحة المفتوحة، وإن كانت هذه العملية عمومًا أقل شيوعًا من نظائرها.

تصل نسبة عودة دوالي الخصية بعد استئصالها بالجراحة التقليدية 10 – 45%، كما تبلغ نسبة حدوث مضاعفات بعد العملية نحو 5 – 30%، مثل: القيلة، ضمور الخصية، والتهاب البربخ.

  1. المنظار

تتراجع فرص الإصابة بالمضاعفات كثيرًا عند استخدام المنظار، مقارنةً مع الجراحة السابقة، وذلك للأسباب الآتية:

  1. سهولة عزل الأوردة المنوية الداخلية.
  2. ربط كمية أقل من الأوردة.
  3. عدم تفرُّع الشريان الخصوي بعد، ومِنْ ثَمّ فهو بارز بما يكفي لتمييزه عن الأوردة المنوية الداخلية، وعدم إصابته.

تبدأ عملية استئصال دوالي الخصية بالمنظار، بإنشاء الجرّاح شقوقًا جراحية صغيرة في البطن؛ للسماح بدخول المنظار والأدوات الجراحية الدقيقة، وذلك تحت تأثير التخدير الكُلِّي؛ كي لا يشعر المريض بأي شيء.

تبلغ نسبة عودة دوالي الخصية بعد استئصالها بالمنظار نحو 6 -15%، أمّا نسبة حدوث مضاعفات بعد العملية فتتراوح بين 8 – 12%، وإن كانت القيلة أكثر هذه المضاعفات شيوعًا؛ نتيجة ربط خاطئ لأحد الأوعية الليمفاوية.

  1. الجراحة الميكروسكوبية

تعتمد هذه العملية على استخدام المجهر الجراحي؛ إذ يصنع الجرّاح شقًا جراحيًا في المنطقة الأربية، كما هو الحال في الجراحة التقليدية؛ لكن بوسع المجهر توفير تفاصيل أدقّ حول الأوعية، ومِنْ ثَمّ تجنُّب إصابتها خلال العملية.

قد تُجرَى الجراحة الميكروسكوبية لدوالي الخصية بواسطة التخدير الكُلِّي، أو الموضعي، ويصل وقت إجراء العملية لكل خصية بين 25 – 60 دقيقة، كما تُعدّ نسبة نجاح عملية دوالي الخصية الميكروسكوبية مرتفعة، مع فرص أقل للإصابة بمضاعفات.

تبلغ نسبة عودة دوالي الخصية بعد استئصالها بالجراحة الميكروسكوبية نحو 0 – 2% فقط، أمّا نسبة حدوث المضاعفات فتتراوح بين 1 – 5%.

  1. الجراحة الروبوتية

أو استئصال دوالي الخصية بمساعدة الروبوت، وإن كانت غير شائعة؛ نظرًا للتكلفة الباهظة لهذه العملية، لكنّها تتفوَّق على الجراحة التقليدية، وتتميَّز بتوفير دقة عالية خلال العملية، لكنّها تحتاج إلى جرّاح خبير، قادر على استخدام هذه التقنية.

  1. انصمام دوالي الخصية

تستغرق عملية انصمام دوالي الخصية ساعة واحدة أو ساعتين، وفيها يُستخدَم مُخدِّر موضعي للجزء العلوي الداخلي من الفخذ.

يُدخِل الطبيب قسطرة تحت توجيه الأشعة السينية، وصولًا إلى الوريد المُراد علاجه؛ إذ تُحقَن صبغة داخل القسطرة، ومن خلالها يتأكَّد الطبيب من وجود القسطرة في المكان الصحيح.

يُطلِق الطبيب العوامل المُصلِّبة داخل الوريد المُصاب، مِمّا يُوجِّه تدفُّق الدم إلى الأوردة المُجاوِرة بدلًا من الأوردة المصابة، ما يُخفِّف الضغط الناجم عن دوالي الخصية في منطقة كيس الصفن، ويُحسِّن سريان الدم عمومًا.

تبلغ نسبة عودة دوالي الخصية بعد الانصمام نحو 5 – 9%، أمَّا نسبة ظهور المضاعفات فلا تتجاوز 8%، وقد تزداد فرص عودة دوالي الخصية بعد الإجراء إذا كانت كبيرة.

كيف يمكن علاج الحالات المتقدمة من دوالي الخصية؟

لا يُمكِن علاج الحالات المُتقدِّمة من دوالي الخصية إلَّا بالتدخُّل الجراحي، سواء كان ذلك بالجراحة المفتوحة، أو المنظار، أو بالميكروسكوب الجراحي؛ إذ يُحدِّد الطبيب الوسيلة الأمثل، حسب حالة المريض، ودرجة دوالي الخصية التي وصل إليها.

متى نلجأ للتدخل الجراحي لعلاج دوالي الخصية؟

قد لا تُسبِّب دوالي الخصية مشكلات أو أضرار، خاصةً إذا كانت من الدرجة الأولى، ولا تُسبِّب أعراضًا للمريض، ومِنْ ثَمّ لا تحتاج إلى علاج.

أمَّا الحالات التي ينبغي فيها التدخل الجراحي لعلاج دوالي الخصية، فيُشترط لذلك وجود أي مما يلي:

  1. إحساس الطبيب بدوالي الخصية يدويًا.
  2. الشعور بالم الخصية.
  3. العقم وصعوبة الإنجاب، خاصةً بعد فشل محاولات الإنجاب على مدار 12 شهر متواصل.
  4. يُتوقَّع أن تُسهِم دوالي الخصية في العقم، خاصةً إذا كانت الزوجة غير مصابة بأي اضطرابٍ يُؤثِّر في قدرتها الإنجابية، ومِنْ ثمّ فالجراحة خيار مناسب للتخلص من دوالي الخصية.
  5. تراجع أعداد الحيوانات المنوية، أو نتائج تحليل السائل المنوي غير طبيعية، فهذا مؤشر على أن دوالي الخصية قد أضعفت إنتاج الحيوانات المنوية.
  6. ظهور علامات نقص التستوستيرون، مثل: فقد الكتلة العضلية، وضعف الرغبة الجنسية، والاكتئاب، وغيرها.

ما هي التقنيات المستخدمة في عملية دوالي الخصية؟

قد تساعد التقنية المُستخدَمة في تحديد نسبة نجاح عملية دوالي الخصية؛ إذ يتفوَّق المنظار على الجراحة المفتوحة بكونه أخفّ ضررًا، وتتفوَّق الجراحة الميكروسكوبية على كل منهما بدرجة كبيرة.

  1. المنظار
  • يُوفِّر المنظار رؤية دقيقة للأنسجة داخل البطن خلال عمل الطبيب؛ إذ هو أنبوب رفيع مُثبَّت بنهايته كاميرا، تُصوِّر ما بداخل جسم المريض، ويُعرَض على شاشة عرض في غرفة العمليات.
  • لا يتطلَّب المنظار إجراء شقوقٍ جراحية كبيرة، بل حجمها صغير، ما يُقلِّل المضاعفات، ويحافظ على مظهر الجسم بعد انتهاء العملية.
  • تُمرَّر أدوات جراحية دقيقة عبر شقوق جراحية صغيرة إلى جانب المنظار؛ لإكمال العملية، ثُمّ يُزال كل ذلك، وتُغلَق الشقوق الجراحية بنجاح بعد انتهاء عملية دوالي الخصية.
  1. الميكروسكوب (المجهر) الجراحي
  • يُستخدَم مجهر جراحي ذو دقة عالية، يحفظ نسبة نجاح عملية دوالي الخصية في أعلى رقمٍ ممكن، وأقل مضاعفات جانبية كذلك.
  • بوسع الطبيب ربط الأوردة المُصابة، مع الحفاظ على الأسهر، الشريان الخصوي، والأوعية الليمفاوية، ما يقي المريض من كثيرٍ من المضاعفات، والتي قد تحدث مع أنواع الجراحة الأخرى؛ لصعوبة تفادي بعض هذه الأنسجة، ولعدم وجود ذات الدقة التي يُوفِّرها الميكروسكوب الجراحي.

نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار

تبلغ نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار 71.7%؛ إذ ساعدت في التخلُّص من الألم المصاحب لدوالي الخصية نهائيًا لدى 47.8% من المرضى، وتحسَّنت دوالي الخصية جزئيًا لدى 25.4% من المرضى، بينما فشلت العملية في نحو 26.4% في إحراز تحسُّن ملحوظ.

ما هي العوامل المؤثرة في نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار؟

تُؤثِّر كثيرٌ من العوامل في نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار، بدءًا من خبرة الطبيب وتمرُّسه في هذا النوع من العمليات، وانتهاءً بحالة المريض:

  1. خبرة الجرَّاح

كُلَّما ازدادت خبرة الجرَّاح في عملية دوالي الخصية بالمنظار، ارتفعت نسبة النجاح بلا شك، وانخفضت فرص الإصابة بالمضاعفات كثيرًا، كما يكون الجرَّاح مُؤهلًا للتعامل مع أي مشكلةٍ قد تطرأ في أثناء العملية، دون أن يضر المريض.

  1. حالة المريض

كُلَّما رُصدت دوالي الخصية مبكرًا، وعُولجت سريعًا، كانت نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار أعلى، ولا نعني بذلك سلامة إجراء العملية، فهي آمنة، وإنَّما نسبة النجاح فيما يتعلَّق بالنتائج من استعادة الخصوبة، وغياب الألم الذي كان يُعانِيه المريض في السابق.

  1. المنظار

قد أثبتت الدراسات أنّ نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالمنظار 71.7%، وهذا خاصٌ بذلك الإجراء الجراحي، فقد تختلف النسبة مع إجراء العملية بطرقٍ أخرى كالجراحة الميكروسكوبية.

ما هي نسبة نجاح عملية دوالي الخصية اليسرى؟

تتراوح نسبة نجاح عملية دوالي الخصية اليسرى بين 90 – 99%، لكن يظهر التحسُّن في نتائج تحليل السائل المنوي في غضون 3 – 6 أشهر منذ إجراء العملية.

ما هي العوامل التي تحدد نسبة نجاح عملية دوالي الخصية اليسرى؟

تُحدِّد بعض العوامل نسبة نجاح عملية دوالي الخصية اليسرى، مثل:

  1. خبرة الجرَّاح

طالما قد نجح الجرَّاح في إجراء عملية دوالي الخصية بنجاح مرارًا وتكرارًا من قبل، فهذا مُؤشِّر على ارتفاع نسبة نجاح العملية حال إجرائها على يديه، ولذلك يُنصَح دومًا باختيار جرّاح خبير لعلاج دوالي الخصية، وتحديد نوع التدخل الجراحي المناسب للمريض حسب حالته.

  1. درجة دوالي الخصية

تزداد فرص نجاح عملية دوالي الخصية كُلّما كانت درجتها أقل، وكذلك قد تتراجع فرص النجاح إن بلغت مراحل متقدمة، أو سبَّبت مضاعفات أثَّرت في خصوبة الرجل، ومِنْ ثَمّ يُنصَح دومًا بالمسارعة في التعامل مع دوالي الخصية فور تشخيصها.

  1. التقنية الجراحية

هذا أكبر عاملٍ يُحدِّد نسبة نجاح عملية دوالي الخصية؛ إذ تنخفض فرص الإصابة بالمضاعفات كثيرًا عند استخدام المنظار، مقارنةً مع الجراحة المفتوحة.

وتتراجع فرص الإصابة بالمضاعفات إلى مستويات قليلة جدًا، عند إجراء عملية دوالي الخصية بالجراحة الميكروسكوبية، مقارنةً مع الجراحة المفتوحة، أو المنظار؛ لذا فاختيار التقنية الجراحية من الأهمية بمكان؛ لاستئصال دوالي الخصية بأعلى نسب نجاحٍ ممكنة.

هل عملية دوالي الخصية خطيرة؟

تُعدّ عملية دوالي الخصية من العمليات الجراحية الآمنة، والتي لا تُسبِّب مضاعفات كبيرة عمومًا، ومع ذلك فإنّها كأي إجراءٍ جراحيٍ آخر، قد تصحبها آثار جانبية، مثل:

  • العدوى.
  • النزيف.
  • الكدمات.
  • القيلة.
  • إصابة الشريان الخصوي.
  • تجمُّع دموي.
  • عودة دوالي الخصية من جديد.

نصائح ما بعد عملية دوالي الخصية

فترة التعافي من المراحل الحرجة بعد عملية دوالي الخصية، والتي تستدعي اتِّباع بعض النصائح؛ للحفاظ على نتائج العملية، وتعزيز الخصوبة في أقرب فرصة ممكنة، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:

  1. تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، والتي قد تتضمَّن مسكنات الآلام، والمضادات الحيوية للوقاية من العدوى.
  2. استخدام كمادات الثلج على كيس الصفن لمدة 10 دقائق، وتكرار ذلك عدة مرات خلال اليوم؛ لتخفيف التورُّم، وتسريع التعافي.
  3. عدم تعريض الجرح للماء، سواء بالاستحمام أو نزول حمام السباحة، أو غير ذلك من الطرق؛ إلّا بعد سماح الطبيب.
  4. إبقاء موضع الجرح نظيفًا وجافًا، واتِّباع تعليمات الطبيب بشأن التعامل معه.
  5. تجنُّب الجماع لمدة أسبوعٍ أو اثنين، أو حسب تقدير الطبيب المُعالِج.
  6. عدم حمل الأوزان الثقيلة، وكذلك تجنُّب الانخراط في الأنشطة البدنية المُنهِكة، لمدة أسبوعين على الأقل.
  7. الابتعاد عن قيادة السيارات، خاصةً إذا كُنتَ تتناول أدوية تُعزِّز النعاس.
  8. عدم إنهاك البدن أثناء قضاء الحاجة، ويُمكِن استخدام مُليِّن للبراز بعد استشارة الطبيب.
  9. شرب كميات مناسبة من الماء باستمرار، وتناول الفواكه والخضروات؛ للتغلب على الإمساك.
  10. زيارة الطبيب فور ظهور أي علامات للعدوى كارتفاع درجة الحرارة، أو عدم فعالية المسكنات مع الألم، أو نزول دم أو إفرازات من موضع الجرح.

المصادر

للمزيد من
المقالات